من ملحقات جمع المذكر السالم
الملحق ما لا واحد له من نفس لفظه، أو له واحد لكنه ليس مستكملًا للشروط؛ حيث ألْحق علماء النحو بجمع المذكر من حيث الإعراب عددًا من الأنواع؛ وأشهر هذه الأنواع خمسة؛ حيث فقَد كلُّ منها عدد من الشروط ، فأصبح شاذًا وألحق بهذا الجمع، وهو ليس جمعًا حقيقيًّا، والأنواع الخمسة كلها سماعيّ؛ وهذا لا يقاس عليه؛ بسبب شذوذه وإنما يُذكَر من أجل فهم ما ورد منه في النصوص القديمة. وللملحق بجمع المذكر السالم عدد من الأنواع سوف أذكرها فيما يأتي مع التوضيح لها ولأقسامها: [1]
كلمات لا واحد لها من لفظها
هذه الملحقات ليس لها مفرد من نفس لفظها، لكن لها مفرد من معناها، مثل كلمة “أوُلُو”، نحو: (العلماء أُولو فضل)، ومعناها: أصحاب فضل؛ وهي ترفع بالواو عوضًا عن الضمة؛ كونها ملحقة بجمع المذكر السالم؛ حيث لا مفرد لها من لفظها نفسه، لكن لها مفرد من معناها، ومفردها هو: صاحب. وتنصب وتجر بالياء عوضًا عن الفتحة أو الكسرة مثل قولنا: (كان المخترعون أوُلي فضل). أو قولنا: (انتفعت من أُولِي الفضل)
كلمات لا واحد لها من لفظها ولا معناها
مثل ألفاظ العقود وهي؛ عشرون، ثلاثون…إلى تسعين، وهي ملحقة بجمع المذكر السالم، حيث لا واحد لهذه من لفظها. فنقول مثلًا: (جاء عشرون رجلًا)؛ وهي هنا فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وتكون منصوبة في الجملة (رأيت عشرين امرأةً)، ومجرورة في الجملة (مررت بعشرين منزلًا).
كلمات تشمل المذكر والمؤنث والعاقل وغيره
نحو كلمة عالمون ومفردها عالم، وهذه دالة على العاقل وغيره والمؤنث وغيره فهي كل ما سوى الله سبحانه وتعالى من أي جمع متجانس من المخلوقات، مثل عالَم الحيوان، وعالَم النبات، والجماد؛ والمال، والطائرات وغير ذلك من المخلوقات. فقد قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، والعالمين هنا: مضاف إليه مجرور بالياء كونه ملحق بجمع المذكر السالم.
لها مفرد من لفظها لكن لا يسلم عند جمعه
ومن الكلمات التي لها مفرد من لفظها نفسه لكن لا يسلم من التغيير عند جمعه: بَنون، وإحَرُّون، وأرَضون، وذَوُو، وسنون، والأسباب في إلحاق كل منها كما يأتي:
بنون: مفردها “ابن” وقد حذفت الهمزة منه عند الجمع، كما تحركت الباء.
إحَرُّون: ومفردها: “حَرَّة”، وفيها زيدت الهمزة عند الجمع.
أرَضون: بفتح الراء ليس لها مفرد إلا: أرْض بسكونها الراء؛ حيث تغيرت حركة الراء عند الجمع من السكون إلى الفتح، هذا غير أن المفرد منها مؤنث وغير عاقل.
ذَوو: في الجمع تكون مفتوحة الذال، مع أن المفرد: “ذُو” يكون مضموم الذال.
وسِنون: فهي مكسورة السين فى الجمع، ومفتوحتها فى حال الإفراد، وهو: “سَنَة”، غير أنها جمع لمؤنث غير عاقل أيضًا، وأصلها “سَنَهٌ” أو”سَنَوٌ”، والدليل على ذلك جمعهما على “سَنهات” و”سَنَوات” ثم تم حذف لام الكلمة، وعوض عنه بتاء التأنيث المربوطة.
كلمات لم تستوف الشروط
وهذه كلمات مسموعة لم تستوف كل الشروط؛ فألحقت به، ولم يعتبروها من الجمع الحقيقيّ. ومن هذه الكلمات:
أهلون: وهي ملحقة بجمع المذكر السالم لأن مفردها أهلا ليس صفةًَ ولا علمًا. حيث نقول: “جاء الأهلون”، أو “رأيت الأهلين” أو “مررت بالأهلين”.
عالمون: وقد فصلنا بها سابقًا.
وابلون: ومعناه المطر الغزير، ومُفرده وابل، ومثاله في حال الرفع: (هطلَ وابلُونَ)، أمّا في النّصب مِثل: (رأيتُ وابلِينَ).
عليّون: وهو اسم لأعلى الجنة، وهذا لا تتوافر فيه الشروط المذكورة لجمع المذكر السالم لأنه ليس بعاقل. فقد قال الله تعالى: “إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ”، وعليين هنا اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
أرضون: وهي جمع أرض، وهذه جمع لمؤنث غير عاقل.
السنون: وهي جمع سنة، وهذه أيضًا جمع لمؤنث غير عاقل.
كلمات صارت علمًا مفردًا
هذه الكلمات مستوفية لشروط الجمع المذكر السالم لكنها ألحقت قديمًا أو حديثًا وهي مجموعة، فصارت علمًا على مفرد بها، وصارت أعلامًا. فمن أمثلة الأولى المستوفي للشروط “حَمْدون”، “وعَبْدون”، و”خَلْدون”، و”زيدون”؛ وهذه كلها أعلام أشخاص معروفة قديمًا وحديثًا. لكن هذه الكلمات تكون ممنوعة من الصرف ولا تعرب كجمع المذكر السالم.
ومن الأمثلة عليها “عِلِّيُّون”: وهي اسم لأعالي الجنة، ومفردها: عِلِّيَ. بمعنى المكان العالي، أو عِلِّية، التي تعني: الغرفة العالية. وهو ملحق بالجمع؛ كون مفرده غير اقل.
اعراب الملحق بجمع المذكر السالم/يعرب الملحق بجمع المذكر السالم اعراب جمع المذكر السالم نفسه، حيث أنها ترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء وفيما يأتي سوف أضع لكم مجموعة من الأمثلة على إعراب جمع المذكر السالم:
الإعراب زرع الفلاحون أرضين كثيرة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. جاء ثلاثون رجلًا فاعل مرفوع وعلامة رفعة الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. الآباء أولو فضل على الأبناء خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. قال تعالى: ” الحمد لله ربّ العالمين“ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. تدعم المؤسسات المختصة ذوي الإعاقة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
|