كتبت قبل أيام في الهاشتاق المبين في العنوان عن تجربة فنلندا التعليمية (المصنفة كأفضل تعليم في العالم لعشر سنوات على التوالي) ملامح عامة - مترجمة - يعتقد كُتابها بأنها ساعدت بشكل مباشر في جعل التعليم الفلندي الأفضل على مستوى العالم.
وأتاني أكثر من طلب أن أجمع التويتات في موضوع واحد مع المصادر، واستجابة للطلب جمعتها في النقاط التالية مع إعادة صياغة لبعضها.
- لا يعيّن أي معلم في فنلندا إلا بعد حصوله على الماجستير - على الأقل - من كليات متخصصة لا تقبل إلا أفضل 10% ممن يتقدم لها من الخريجين.
- منذ الستينيات الميلادية (50 سنة) والقوى السياسية في فنلندا متفقة - يمينها ويسارها - على أن التعليم هو الوسيلة للتفوق والازدهار لفنلندا.
- لا يوجد أي اختبارات إلزامية في أي مرحلة دراسية إطلاقًا!... ما عدا اختبار واحد في 4 مواد في نهاية المرحلة الثانوية فقط.
- تتم عملية تقييم الطلاب بشكل (وصفي) لا (رقمي)... بحيث لا يتم تحويل مستويات الطلاب الدراسية إلى أرقام، وإنما يوصف مستوى الطالب بشكل تعبيري. بمعنى أنه لا يتم مقارنة طالب بآخر ولا يوجد (معدل للفصل) وطالب ممتاز وآخر جيد، وإنما يتم تقييم كل طالب بشكل فردي عن طريق وصف كتابي يكتبه المعلم عنه.
مثال توضيحي: معلم الرياضيات يقوم بتقييم الطالب بالطريقة التالية «الطالب متميز في تحليل المعادلات واشتقاقها من أصولها، لكنه لا يحسن التمثيل العددي والتعامل مع الأرقام والكسور».
- عدم إلزام المعلم باختبارات ونتائج شهرية وفصلية يعطيه حرية كبيرة في الاختلاط والاحتكاك بالطلاب ومعرفة مستوياتهم وجوانب شخصياتهم والتعرف على ميولهم وإثرائهم علميًا.
- وزارة التعليم لديهم تمنح المعلمين والمدارس ثقة كبيرة وحرية في التصرف في (المنهج - أسلوب التدريس - ... إلخ) ولا تضع إلا القليل من الضوابط العامة. أما باقي التفاصيل والأساليب فللمعلم والمدرسة الحرية في اختيارها حسب ما يناسب.
مثال على حرية المعلم والثقة الممنوحة له: للمعلم كامل الحق والحرية في اختيار المقرر، وإضافة وحذف المواضيع، وتحديد مصادر المعلومات كما يشاء!
- هناك ثقة كبيرة من القيادات التعليمية في فنلندا بالخبرات المحلية وأصحاب التجارب التعليمية في البلد، وهناك ميل للاستفادة من تجاربهم الناجحة عوضًا عن تطبيق نماذج خارجية لإصلاح التعليم.
- يتم بناء خبرات المتخصصين في فنلندا على بعضها والاستفادة منها والاستماع لآراء واقتراحات المعلمين والترحيب بها لخلق جو من الإصلاح المستمر والانفتاح لأي رأي جديد أو لمحة تطويرية.
- تتم اجتماعات دائمة بين كل من: ممثلي اتحادات المعلمين، ومحاضري الجامعات، ومؤلفي المقررات، وممثلي الحكومة في قطاع التعليم.
هذه الاجتماعات يتم فيها استبعاد الخلافات وتحديد نقاط الاتفاق ليتم إقرار النظم العامة للتعليم والتعديل عليها وتطويرها في فنلندا.
- التعديلات العامة والنظم الجديدة والخطوات الإصلاحية في التعليم يوضع لها خطط محكمة لتطبيقها.. بحيث يتم تعميمها وتطبيقها على منطقة تلو الأخرى بشكل متدرج ومراقب بصورة دقيقة.
- اتحادات المعلمين تم تحويلها من كيانات ذات ضغط خارجي على الحكومة (كما في أمريكا) إلى شركاء في صنع القرار مرحب بها وتطلب مشورتها.
- يتم انتقاء القيادات التعليمية بعناية فائقة، بحيث يرشح ذوي القدرات القيادية والمهارية والعلم بمجال تطوير التعليم، بدءًا من وزير التعليم وحتى مديري المدارس.
- مفتاح التفوق الفنلندي يمكن أن يتم تلخيصه في النقطة التالية:
«جمع المعلمين بالقيادات التعليمية للاستفادة من التجارب الصغيرة ومشاركة المعلومات ومراكمتها للخروج بحلول تعليمية مبتكرة من وقائع مختلفة مجربة تناسب البيئة المحلية».
- على غير المتوقع، ترتيب فنلندا من حيث رواتب المعلمين هو العاشر! معدل راتب المعلم يقارب ما قيمته 8 آلاف ريال في السعودية.
- في فنلندا هناك معلم لكل 12 طالبًا في الحضانة والتمهيدي، ومعلم لكل 15.5 طالبًا في الابتدائي، ومعلم لكل 12.4 طالبًا في الثانوي.
- نسبة الإناث 97% من معلمي الحضانة والتمهيدي، و 76% من معلمي الابتدائي، و66.8% من معلمي الثانوي.. مما يعني أن غالبية المعلمين في جميع المراحل الدراسية في فنلندا من النساء.