السلام عليكم
أنا مراهق في 17 من عمري و لدي مشكلة و هي أني منذ فترة و أنا أتلصص على مال والديًّ و هما غير مدركين لحد الآن فالمال الذي كنت أسرقه كنت أصرفه في حلال مع أن أصله حرام لا يمكنني أن أصارح والديًّ فماذا أفعل للتكفير عن هذا الإثم؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد..
ونشكر لكم ثقتك في موقعنا ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والرشاد..
لا شك أن السرقة أمر محرم وهي من كبائر الذنوب، فإذا كانت هذه السرقة وقعت والابن دون البلوغ فلا إثم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم "وعن الصبي حتى يشب." أخرجه أبو داود وابن ماجه.
اما إن كانت وقعت بعد البلوغ فيشترط لصحة التوبة فيما يتعلق بحقوق العباد: رد المظالم أو التحلل منها، فإذا سرق الإنسان مال غيره ، وشق عليه أن يخبره بذلك ، أو خشي زيادة المفسدة بإخباره ، كأن تحصل القطيعة بينهما ، فلا يلزمه إخباره ، بل يرد المال إليه بأي طريق ممكن ، كأن يدخله في حسابه ، أو يعطيه لمن يوصله إليه .
ويجب رد المال الذي أخذه، ولا حدَّ عليه؛
كذلك يجب النظر إذا كان الولد –الذي سرق- بالغاً فلينظر إلى هل الأب بخيلا يمنع عنه حقه ام لا؟ فإذا كان الولد قد أخذ من مال أبيه ما يحتاجه لأن أباه لا يقوم بما أوجب الله عليه من النفقة على الأولاد، فمثل هذا ليس بسرقة بالاتفاق، لأن الولد إنما أخذ حقه.
اما إذا كان الولد سرق والأب لم يقصر من قبل فعليه رد المال وغن كان قد صرفه في الطاعة فهو مال مسروق ، وإن تعذر فيكون عليك دينا ترده او تتصدق به عن أبيك عندما يتيسر لك.
ونوصيك بالإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة ، والاجتهاد في بر الوالدين ، وبذل النفس في خدمتهما والإحسان إليهما ، فإن الله تعالى يقول في شأن التوبة : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .