التعبير هو الطريقة التي يصوغ بها الفرد أفكاره وأحاسيسه وحاجاته وما يطلب إليه صياغته بأسلوب صحيح في الشكل والمضمون .
أهمية التعبير :
تتمثل أهمية التعبير فى كونه وسيلة اتصال بين الفرد والجماعة : فبواسطته يستطيع إفهامهم ما يريد ، وأن يفهم في الوقت نفسه ما يراد منه . وهذا الاتصال لن يكون ذا فائدة إلا إذا كان صحيحاً ودقيقاً إذ يتوقف على جودة التعبير وصحته وضوح الاستقبال اللغوي والاستجابة البعيدة عن الغموض أو التشويش .والتعبير الصحيح أمر ضروري في مختلف المراحل الدراسية ، وعلى إتقانه يتوقف تقدم التلميذ في كسب المعلومات الدراسية المختلفة .
هذا ويستمد التعبير فى مدارسنا من عدة جوانب أهمها :
1- يساعد التلاميذ على الوفاء بمتطلبات الحياة المختلفة ؛مادية واجتماعية.
2- من أهم الغايات المنشودة من تعليم اللغة العربية .
3- تكرار الاخفاق فى التعبير يترتب عليه العديد من الاضطرابات وفقدان الثقة فى النفس ،ومن ثم يتأخر نموهم الاجتماعى والفكرى.
4- كثرة التدريب على التعبير يكسب التلاميذ السرعة فى التفكير ،ومواجهة المواقف الكلامبة الطارئة .
5- يعطى الفرصة للتلميذ ليعبر عما فى نفسه ومن ثم يعكس شخصيته.
6- يعطى التلاميذ الفرصة ليعد للمواقف القيادية والخطابية ومواجهة الجماهير.
أهداف تدريس التعبير:
يعبرالتلميذ عن حاجاته ومشاعره ومشاهداته وخبراته بشكل صحيح.
تزويد التلميذ بما يحتاجه من ألفاظ وتراكيب لإضافه إلى حصيلته اللغوية واستعماله في حديثه وكتابته .
يتعود التلميذ على ترتيب الأفكار ، والتسلسل في طرحها والربط بينها .
يهيئ التلميذ لمواجهة المواقف الحياتية المختلفة التي يحتاجون فيها إلى استعمال التعبير .
يتدرب التلميذ على استخدام الصوت المعبر الذى يتلون حسب المعنى .
تدرب التلميذ على النطق السليم بحيث يفهم منه المعنى المطلوب.
تدرب التلميذ على استخدام الوقفة المناسبة فى كلامه.
تدرب التلميذ على التمييز بين الأفكار الرئيسة والأفكار الجزئية .
يعبر التلميذ عما يقرأه التلميذ بأسلوبه الخاص .
يدعم التلميذ أفكاره بالأدلة والبراهين . يصبح التلميذ قادرا على الحوار والمحادثة والمناقشة .
يتدرب التلميذ على طلاقة اللسان .
يتجاوز التلميذ بعض العيوب النفسية ،مثل الخوف والخجل .
الأسس التي تؤثر في تعبير التلاميذ:
ويقصد بها مجموعة من المبادئ والحقائق التي ترتبط بتعبير التلاميذ وتؤثر فيه ، ويتوقف على فهمها وترجمتها إلى عمل نجاح المعلمين في دروس التعبير من حيث اختيار الموضوعات الملائمة وانتقاء الأساليب والطرائق الجيدة لتناولها في الصف وبالتالي يتوقف عليها نجاح التلاميذ وتقدمهم في التعبير ومن هذه الأسس :
التحدث باللغة العربية الفصيحة والمناسبةلقدرات التلاميذ .
عدم استخدام الأسلوب اللازع فى النقد.
عدم التركيز على بعض الطلاب دون البعض الآخر.
إعطاء كل تلميذ الحق فى التعبير عما بداخله.
احترام وجهة نظر غيره وتلقى النقد بصدر رحب.
توزيع النظر بين جميع المستمعين توزيعا عادلا .
نوعا التعبير من حيث الأداء:
التعبير من حيث طريقة الأداء نوعان : شفوي وكتابي ،وينقسم كل منهما إلى قسمين :تعبير وظيفى وتعبير إبداعى ، ومن هنا يجب أن نميز بين اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة ؛حيث تختلف اللغة المنطوقة عن اللغة المكتوبة من جوانب عدة أهمها :
تخرج اللغة المنطوقة عن طريق الأحبال الصوتية وندركها بحاسة السمع ،بينما اللغة المكتوبة ترجمة لتلك اللغة المنطوقة بصورة رمزية .
تكتسب اللغة المنطوقة بشكل تلقائى عن طريق المحاكاة ،بينما اللغة المكتوبة فتتم عن طريق التعلم المقصود .
تعليم اللغة المكتوبة لابد أن يسبقه تعلم اللغة المنطوقة .
يستعان فى تعليم اللغة المنطوقة بوسائل توضيحية خاصة مثل تلميحات الوجه وإشارات اليد ،أما اللغة المكتوبة فلها وسائل أخرى منها علامات الترقيم وغير ذلك .
اللغة المنطوقة عرضة للمقاطعة من الأخرين ،بينما اللغة المكتوبة ليست عرضة للمقاطعة.
اللغة المنطوقة تحتاج إلى متحدث لديه قدرة على المواجهه والثقة بالنفس بينما اللغة المكتوبة لا تحتاج إلى مثل تلك الصفات .
يستطيع المتحدث أن يعدل من أفكارة إذا وجد حاجة لذلك ، بينما يكون مثل هذا التعديل ممنوعا فى اللغة المكتوبة .
هذه كانت أهم أوجه الاختلاف بين اللغة المنطوقة اللغة المكتوبة ،أما من حيث بيان أنواع التعبير فيمكن توضيح ذلك على النحو التالى .
التعبير الشفوى :
ويسمى الإنشاء الشفوي أو المحادثة : وهو – كما ذكر – أسبق من الكتابي ، وأكثر استعمالاً في حياة الفرد من الكتابي ، وهو الذي يتم عن طريق النطق ، ويستلم عن طريق الأذن ، وأشكاله في المدرسة كثيرة منها:
*التعبير الحر ، وتكون الحرية في اختيار مفرداته وطريقة عرض الأفكار فيه ، وهو محدد بمحددات معينة من مثل تقيد الطالب فيه بالموضوع الذي اختاره هو أو اختاره له المعلم .
*التعبير عن الصور المختلفة ، صور يحضرها المعلم أو الطلاب والصور الموجودة في بداية كل درس قرائي .
*التعبير الشفوي في دروس القراءة المتمثل بالتفسير ، وإجابة الأسئلة والتلخيص .
*القصص،ويتمثل ذلك في قص القصص وتلخيصها وقصها عن صور تمثلها ، وإتمام القصة أو توسيعها .
*الحديث عن النشاطات التي يقوم بها التلاميذ ، زياراتهم ، رحلاتهم ، أعمالهم.
*الحديث عن حيوانات ونباتات البيئة .
*الحديث عن أعمال الناس ومهنهم في المجتمع .
*الحديث عن الموضوعات الدينية والوطنية وغيرها .
*المواقف الخطابية في المناسبات المختلفة ، والتي ينبغي تدريب التلاميذ عليها إبتداء من المرحلة الإعدادية
مجالات التعبير الشفوى :
أولاً : القصة :
تبدو اهتمامات الأطفال بها منذ أن يبدؤوا في فهم ما يدور حولهم من حديث ، ونراهم يصغون باهتمام شديد إلى الجدة أو الأم أو غيرهما حينما يقصون عليهم بعض الحكايات ، وكذلك هي حال الأطفال حينما يستمعون إلى القصة من جهاز التلفزيون ، ومن خلال ميل الأطفال للقصة يمكن أن يستثمر تأثيرها في انفعالاتهم ، واهتمامهم بأحداثها في تربية نفوسهم على العادات الحسنة والأخلاق الفاضلة .
وفي المدرسة يستطيع المعلمون أن يستفيدوا من ميل الأطفال إليها وعلى وجه الخصوص في الصفوف الابتدائية الأربعة الأولى ، فيزودوا الأطفال عن طريقها بالمعلومات الأخلاقية والدينية والجغرافية والتاريخية وما سواها ، فيهيئوا لهم المعرفة والمتعة في آنٍ معاً .
ثانيا : القيم الأخلاقية والمثل العليا وحياة الأبطال والزعماء:
ومن شأنها أن تربي الأطفال على حب الناس واحترامهم ومساعدتهم والتضحية في سبيلهم وتحببهم بالحق ونصرته .والمعلم يستطيع أن يبين للتلاميذ العديد من القيم وفوائدها فى الحياة ،وقبل كل هذا يجب أن تكون هذه القيم متجسدة فيه حتى يجد التلاميذ فية القدوة والعظة.
ثالثا : المحادثة والمناقشة:
حيث تعد المحادثة والمناقشة من أدوات التفكير التى تساعد فى إظهار الحقائق وتبادل وجهات النظر فى موضوع ما . وتختلف المناقشة عن المناظرة فى كون المناقشة تكون ذات أهداف محددة ، وهما من المجالات الخصبة لتنمية القدرة على التعبير الشفهوى ، وعلى المعلم أن يدرب تلاميذه على المحادثة والالمناقشة وفق أسس تحقق الأهداف المنشودة منها .
مجالات التعبير الشفوى:
هذا ويتنوع التعبيرالشفهى إلى نوعين تعبير وظيفى وتعبير إبداعى .
التعبير الوظيفى :
وهو التعبير عن المواقف الحياتية فيما يتصل بأمور تهتم بقضاء مصالح وجاجات الأقراد العامة . حيث يسعى الأنسان من خلال هذا النوع من التعبير إلى تحقيق حاجات الإنسان المادية ،ويدون التمكن منه يصبح غير قادر على القيام بمطالب الحياة ،وهذا الاتجاه نابع من فكرة مؤداها وظيفية اللغة وأنها تحقق وظائف مختلفة للفرد والمجتمع .
وتتعدد مجالات التعبير الوظيفى لتشمل :المناقشة والمحادثة وقص القصص وإلقاء الكلمات ومواقف المجاملة والمذكرات والملخصات والنصح والإرشاد .
التعبير الابداعى :
هو التعبير الذى يعبر به التلميذ عن مشاعره وأحاسيسه النابعة من وجدانه بأسلوب واضح ومؤثر بحيث يعكس هذا التعبير ذاتيته ويبرز شخصية فى إطار أدبى يبرز كثيرا من خصائص الأسلوب الأدبى المؤثر فى الآخرين .
وهذا النوع من التعبير له أهميته ، لأنه يمكن التلاميذ من التعبير عما يرونه من أحداث وشخصيات وأشياء تعبيرا يعكس شخصياتهم ، وبه تتضح ذاتهم ، كما يمكنهم من التأثير فى الحياة العامة بأفكارهم.
ويحتاج هذا النوع الإبداعى إلى قدرات واستعدادات معينة ، قد لا تتوفر لكثير من المتعلمين، بمعنى آخر ، أن هذه النوع من التعبير له تلاميذه الذين تتوافر فيهم الاستعدادات والميول الأدبية ، ولكن ليس معنى هذا أن نغفل جانب الأبداع عند التلاميذ بل ينبغى أن نحثهم وندفعهم اليه ، وأن نشجعهم على الابداع فى التعبير ، كما ينبغى على المعلمين أن يسعوا إلى اكتشاف ذوى المواهب من التلاميذ ويعطوهم غاية خاصة لتنمية ميولهم الأدبية .
وتتنوع مجالات التعبير الابداعى ، فمنها ونظم الشعر ، والتراجم الذاتية وغيرها .
وهذان النوعان من التعبير : الوظيفى منه والإبداعى ضرورية ويجب تعليمها وتعلمها، فلا ينبغى الاهتمام بأحدهما دون الآخر ، لأن لكل منهما وظيفته ، فغالبا ما يلجأ المعلمين إلى التعبير الوظيفى أكثر من التعبير الابداعى أو العكس ، ولكن يجب أن يدرب التلاميذ على هذين النوعين لأن الحياة تقتضيها ، فكل تلميذ عضو فى المجتمع ولابد أن يتفاعل معه حتى تتحقق مصالحه ، ويساهم فى تحقيق مصالحة ومصالح الآخرين ومن ثم تظهر قيمة الاتجاه الوظيفى فى الحياة .
كذلك اذا لم يكن فى الحياة ابداع فلا يمكن أن يتطور المتمع بل يكتب عليه الجمود والتخلف ومن هنا تظهر قيمة الاتجاه الابداعى ، ومن ثم ينبغى على المعلمين الاهتمام بتعليم التلاميذ لهذين النوعين من التعبير .
مهارات التعبير :
حيث إن التعبير أداء فهو يتطلب مهارات ؛ كى يكون معبرا وفعالا فى مواقف الاتصال ، وعندما نتعرض لمهارات التعبير نجد أن للتعبير الشفوى مهارات ولها تصنيفات متعددة لمهارات التعبير الشفوى فبعض الدراسات قسمتها إلى مهارات رئيسية تندرج تحتها مهارات فرعية وكانت أهم المهارات التى أنتهت إليها تلك الدراسات هى :
(1) المقدمة .
(2) النطق الصحيح .
(3) الطلاقة .
(4) الوقفة المناسبة .
(5) الصوت المعبر .
(6) الأسلوب ويشمل : المفردات والتركيب .
(7) الخاتمة .
كما قامت بعض الدراسات بتصنيف مهارات التعبير الشفوى إلى ثلاثة مهارات رئيسية هى ( الاستهلال ، العرض ، الخاتمة ) .
كما نجد بعض الدراسات ذكرت مهارات التعبير الشفوى دون تصنيف لها :
ويرى ( عبد الحميد عبد الله 2003) أن التصنيف الأمثل لتلك المهارات هو ما يرتبط بطبيعة عملية التعبير وبمكونتها،ومن ثم فإن المكونات الأساسية لعملية التواصل الشفوى هى ():-
(1) الجانب الفكرى :
يستهل بمقدمه مشوقة .
يعبر عن الفكرة بوضوح.
يستوفى العناصر الأساسية للموضوع .
يرتب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا .
يسوق أدلة متنوعة لتدعيم الأفكار .
يولد فكرة كم أخرى .
يستخلص النتائج .
يقدم حلولا ومقترحات .
(2) الجانب اللغوى .
يستخدم كلمات مناسبة للسياق .
يعبر بكلمات محددة الدلالة .
يستخدم جملا صحيحة فى تراكيبها .
يستخدم أنماطا متنوعة للجمل .
يستخدم جملا تعبر عن المعنى .
يوظف الصور البلاغية خدمة للمعنى.
(3) الجانب الصوتى .
يتحدث بصوت واضح .
يتحدث بثقة فى النفس ودون ارتباك.
يستخدم طبقة صوتية مناسبة .
يتحدث بالسرعة المناسبة .
يراعى مواطن الفصل والوصل .
يميز بين الظواهر الصوتية المختلفة.
(4) الجانب الملمحى .
يستخدم تعبيرات وجهه وفق المعنى المعبر عنه.
يحرك أعضاء جسمه وفق المعنى .
يواجه المستمعين ويجول بنظره فى جميع الأركان .
يستخدم الإيماءات المناسبة .
يستخدم حركات وإشارات تسهم فى جذب انتباه المستمعين إليه.
ويندرج تحت كل محور المهارات المكونة له .
ضعف التلاميذ في التعبير الشفوى :
يلاحظ أن عدداً كبيراً من الطلاب في مختلف مراحل الدراسة في المدرسة يعانون من ضعف ظاهر في التعبير الشفوي . فإن تحدث أحدهم بلغة سليمة ظهرت إمارات الإعياء على لغته ، وقد يتوقف فجأة قبل أن يفرغ ما يريد أن يقوله من كلام، أو لعله يلجأ إلى اللهجة العامية يطعم حديثه بها ، أو يتم ما عجز عن إتمامه بها .
ولعلَّ هنالك من يظن أن التعبير الكتابي يمثل صعوبة أكبر من التعبير الشفوي بالنسبة للطالب ، ولكن من يسأل الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالنسبة لهذه الإشكالية ، سيجد أن التعبير الكتابي أسهل لديهم من الشفوي ، ولكن هذا لا يعني أنهم يفلحون فيه أكثر من ذلك ، ولكنهم على الأقل يكتبون وحسب ، بغض النظر عن صحة ما كتبوا أو عدم صحته .
والمتتبع لأساليب تعبير التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية يلاحظ أن الطلاب يميلون إلى الإجابة المباشرة ، التي تكون مقدورة بقدر على موضوع السؤال الذي يسألون عنه ، فإذا ما حُوِّر السؤال أو الموضوع تحويراً بسيطاً فإن الإجابة عليه أو الحديث فيه قد تتخذان مجرى بعيداً بعض الشىء عن السؤال والموضوع .
ويفترض جدلاً أن الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية يجب أن يكونوا قادرين على الحديث في أي موضوع يتماشى مع حياتهم أو حاجاتهم أو مشاعرهم . وهذا يعني ببساطة أن يكونوا مهيئين للكتابة في جل الموضوعات الإبداعية والوظيفية التي يحتاجون إليها . ولكن هل الأمر كذلك في مدارسنا ؟
ولعلَّ التلاميذ يبدأون في التدرب على التلخيص في بداية المرحلة الابتدائية ، ويتابعون التدرب على هذا الأسلوب التعبيري في المرحلتين التاليتين ، فهل نستطيع أن نطمئن إلى أن جميع الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية قادرون على تلخيص قصةً ، أو نص أو أفكار موضوع معين ؟ وهل يتحقق لهم القدرة على التلخيص الصحيح البعيد عن التقيد بالألفاظ ذاتها التي ضُمنت في النص الملخص؟
ثم إلى أى مدى نستطيع أن نطمئن أن جميع الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية قادرون على تأليف قصةً ، أو على إعداد مقابلة مع أي مسئول أو نثر قصيدة بطريقة فيها بصمات الإبداع ؟
ثم إلى أي حد نستطيع أن نحكم على معظم طلاب المرحلة الثانوية بالنسبة لقدرتهم على تنظيم أفكارهم وتبويبها ، وتقديم المهم منها؟ ومن ثم ما هي المشيرات التي تدل على أن غالبيتهم قادرون على ربط أفكارهم بعضها ببعض ، وتسلسلها بشكل طبيعي ومنطقي ؟
أما فيما يتعلق بالإضافة النوعية التي يجب أن يضيفها معظم الطلاب إلى الموضوعات التي تعطى لهم وإثراؤها وتوسيع الحديث فيها بشكل ينم عن إطلاعهم وقراءاتهم الخارجية فيها أو حولها ، واتخاذهم مواقف إيجابية أو سلبية إزاءها ، فلنا أن نسأل عن عدد الطلاب الذين يفعلون ذلك من طلبة السنة النهائية من المرحلة الثانوي.
أسباب ضعف التلاميذ في التعبيرالشفوى:
هنالك عوامل كثيرة يمكن أن يعزى إليها ضعف التلاميذ في التعبير ويمكن حصر هذه العوامل في :
ازدواجية اللغة : فالطالب يعاني من ازدواجية اللغة فهنالك اللهجة العامية التي يتعامل بها في المجتمع كل المتعلمين والمعلمين . ومما يؤسف له أن الوسط الذي يتعامل معه الطالب والمعلم هو وسط لا يستعمل غير العامية ، وتبدو العامية فيه هي القاعدة وصاحبة السيطرة ، أما الفصحى فاستعمالها محصور في حيِّز ضيق من المدرسة لا تتعداه إلى غيره .ولا ننكر أن ضعف أثر المدرسة في العالم العربي هو الذي قاد إلى سيادة العامية في الحياة العامة ، وما دام الطالب جزءاً من هذه الحياة فهو لن يخرج عن إجماع السواد الأعظم ، ولماذا يقلق – من ثم – بأمر الفصحى ، ما دام يرى أن كل أموره الحياتية تسير سيراً عادياً من خلال استعمال لغة الأغلبية !
سيادة العامية : أما الخطر الكبير الذي يترتب على سيادتها في المجتمع فهو أن الذين يستطيعون ويرغبون في استعمال الفصحى من طلاب وغيرهم يجدون غمزاً بل وهزءاً من جانب العوام ، مما يدفع هؤلاء الراغبين والمحبين للفصحى لادخارها إلى المواقف التي لا يشكل استعمالها أي حرج لهم وهكذا يغلب هؤلاء على أمرهم ، وهم يرون بأم أعينهم أن الشذوذ صار هو القاعدة !
حينما يشعر الطالب أن اللغة الفصحى ليست هي لغة الحياة : لأنها لغة التعليم والمدرسة فحسب ، فإنه لا يولي لغته الاهتمام الذي تستحقه ، كما لو كان يعيش هذه اللغة استعمالاً واستماعاً في البيت والمدرسة والشارع .
مزاحمة العامية وسيادتها في لغة المجتمع وداخل المدرسة: حيث يلاحظ أن مزاحمة العامية وسيادتها في لغة المجتمع وداخل المدرسة تحول دون توظيف الطالب للغة السليمة في حياته ، واللغة – أي لغة – لا يمكن أن يتعلمها الطالب بالمعنى الدقيق إلا إذا مارسها ؟ أو عاشها وتفاعل وتعامل بها ، فأين يستطيع أن يمارس الطالب هذه اللغة حتى يعيشها ويتعلمها ؟
ومن الأسباب الأخرى أن بعض المعلمين في المدارس لا ينمون حصيلة الطلاب اللغوية الفصيحة ، ولا يستثمرون ما في دروس اللغة : من أنماط لغوية راقية لتدريب تلاميذهم على استعمالها في مواقف جديدة ، بل يمرون بها دون أن يضيفوها كاملة أو يضيفوا معظمها إلى معجم التلاميذ .
يضاف إلى ذلك أن بعض معلمي اللغة العربية لا يدربون تلاميذهم على المحادثة باللغة السليمة : ولا يدربونهم على الإكثار من التحدث عن خبراتهم ومشاهداتهم باللغة الصحيحة.
علاج ضعف التلاميذ في التعبيرالشفوى :
على الرغم من أن حجم المشكلة غير صغير ، فإن هذا لا يعني بحال أن تثبط الهمم حيال اقتراح رؤى عملية ونظرية من شأنها أن تخفف من أثرها وتحد من تفاقم خطرها.
إن تحديد العوامل والأسباب المسئولة التي تؤثر سلبياً في تعبير التلاميذ ، يجب أن يقود إلى دراسة هذه المؤثرات وبالتالي إلى عزل أثرها وبيان الأدوار الإيجابية التي يمكن أن تستبدل بها السلبيات . حتى تنعكس هذه الآثار الموجبة على حياة الطلاب ولغتهم في المدرسة والمجتمع .
وما دامت أسباب الضعف محصورة في المجتمع والمؤسسة التعليمية ، ووسائل الإعلام المختلفة ، وفي أسرة الطالب ، فما هي المساهمات التي يجب أن تؤديها كل جهة من هذه الجهات كي تسهل عملية تعليم الطلاب في كافة الموضوعات الدراسية التي يتلقاها في المدرسة؟
بالنسبة للمجتمع :
يرتبط رقي أي مجتمع من المجتمعات إلى حد كبير باستقلاله السياسي وباحترام رأي المواطن فيه وشعوره بالحرية والاكتفاء الاقتصادي ، وفي شعور الفرد فيه بأنه يؤدي دروه الموكول إليه بأمانة وإخلاص من أجعل إسعاد الآخرين.
إن لكل مجتمع من المجتمعات سمات قد تشاركه في مجتمعات أخرى ، وسمات أخرى قد يتفرد بها مجتمع دون آخر ، وهذه السمات قد تكون عقلية أو جسدية أو قد تتعلق بالعادات والتقاليد وغيرها .
ولعل لغة المجتمع هي السمة التي تحاول جميع المجتمعات المحافظة عليها ، وتعليمها لأبنائها سواء أكانت مكتوبة أم ملفوظة ، من أجل أن يتفاهم الفرد مع غيره بها ، إن كانت غير مدونة ، ومن أجل نقل الموروث الديني والفكري والحضاري والأدبي إن كانت اللغة مكتوبة .
إن محنة اللغة العربية تكمن في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري التي يعيش في ظلالها أبناء الأمة العربية في أيامنا ، والتي تنعكس آثارها السلبية جلية على لغة العربي ثم على طريقة تفكيره ، وهنالك ارتباط وثيق بين رقي الأمم واستقلالها واعتمادها على ذاتها ، وبعدها عن أي لون من ألوان التبعية السياسية والفكرية والاقتصادية ، وبين احترام الأمم للغتها والمحافظة عليها . إن من شأن التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي أن تؤدي بالضرورة إلى تغيير نفسية المواطن العربي وتعيد إليه الثقة بنفسه وبتراثه وبلغته أيضاً .
ولعلَّ تفشي الأمية في أقطار الوطن العربي راجع إلى الأوضاع السيئة التي ذكرت ، والأمية من أهم عوامل سيادة العامية ، ومن الأسباب المؤثرة في ضعف اللغة ، والبعد عن التمسك بها.
مراحل التدريب على التعبير الشفوى وموضوعاته في كل مرحلة:
أولاً : في المرحلة الابتدائية :
في الصفين الأول والثاني ، يقتصر تدريب الأطفال على التعبير الشفوي في المجالات التالية:
التعبير عن خبرات الطفل ، ألعابه ، أصدقائه ، ما يشاهده من مظاهر طبيعية وحيوانات في بيئته، وغير ذلك مما يقع في دائرة اهتمامه ومشاهداته .
التعبير عن الصور الواضحة ، المتدرجة في دلالتها ، ابتداء من الصور المفردة ، ثم الصورتين وانتهاء بالقصة المصوّرة غير تلك الواردة في الكتاب .
الاستماع إلى القصص ، وإعادة سردها من التلاميذ عن طريق الصور المتتابعة لها ، وإفساح المجال أمام التلاميذ لإسماع زملائهم قصصاً سمعوها من ذويهم .
الحديث عن الأخبار البسيطة والنشاطات التي يقوم بها الأطفال كالحديث عن زيارتهم ، ورحلاتهم، أو الحديث عن يوم العيد ، أو غير ذلك .
استثمار الصور المعدة للتدريب على التعبير الشفوي في الصف الأول وكذلك التدريبات الخاصة بالتعبير في كتاب الصف الثاني ، هذا وتهيء كتب اللغة المستعملة عادةً عدة مجالات للتلاميذ للتدريب على التعبير ، فهي تحتوي على عدة موضوعات حرة تقوم على المحادثة والوصف كما تضم عدة مجالات تحدد للتلاميذ من خلال الصور في بعض الدروس الإجابة عن أشياء موجودة في الصورة وفي دروس أخرى يتدريب التلاميذ على التعبير عن طريق ملء الفراغ بكلمة والتدرج إلى أكثر من كلمة ، واستعمال بعض المفردات في جمل .
ثانياً : تدريس الموضوعات المختلفة :
في المرحلة الابتدائية ، ويكون عبارة عن أسئلة يطرحها المعلم بأشكال مختلفة حول الموضوع ، ليجيب التلاميذ عليها . وقد يكون موضوع التعبير في المرحلة العليا منها وصفاً محدداً أو غير محدد ، وقد يكون تدريباً على كتابة قصة أو أخبار ونشاطات قام بها التلميذ .
في المرحلتين الإعدادية أو الثانوية :التمهيد للموضوع من خلال التشجيع لما له من دور هام في ضمان مشاركة جميع التلاميذ في التعبير .ولباقة المعلم وحسن تصرفه ، وبعده عن التثبيط من أهم العوامل التي تؤثر إيجابياً في تعبير التلاميذ . والالتزام بلغته الفصيحة ، وعباراته الدقيقة الواضحة ، أبعد الآثار في نفوس تلاميذه ، وتأثرهم به تأثراً حسناً مدى الحياة .
ثالثا : تدريس التعبير الشفوى الحر :
التمهيد . يمكن أن يمهد المعلم لدرسه من خلال التالى :
يربط الموضوع بخبرات التلاميذ ، أو غير ذلك .
استثارة للتلاميذ بأسئلة مختلفة حول موضوع التعبير ، فإن كان مجاله صورة ما ، يطرح المعلم أسئلة مختلفة على جميع جزيئات الصورة .
استثارة خبرات الأطفال حولها ، نظراً لأن كل طفل في إحدى جزيئاتها ، صورة لخبرة أو تجربة مر بها أو عرفها.
تمثيل التلاميذ دور المعلم ، بطرح الأسئلة على زملائهم أو طرحها على معلمهم .
تدريب التلاميذ على ترتيب حديثهم حول الموضوع الذي تحدثوا فيه ، وذلك بإعادة بعضهم الحديث عن الموضوع بالتسلسل .
ولابد من مراعاة مجموعة من الاسس عند تدريس التعبير منها :
ما قبل التدريس :وتهدف تحديد غرض موضوع التعبير ومجالها،ومناسبتها للتلميذ.
أثناء التدريس :وذلك من خلال مشاركة الطلاب فى تحديد الأفكار وكتابتها .
المراجعة : وما تتضمنه من إجراءات تعدل الفكرة وتطورها .
هذا وللتقويم دور هام فى تدريس التعبير ، والمثل الأعلى لتصحيح التعبيرالشفوى هو الإصلاح المباشر لإرشاد التلميذ إلى الصواب أولا بأول ودور المعلم هو التركيز على الفكرة الرئيسية ومعالجتها.