هل الأفضل أن أقرأ القرآن وأنا أنظر إلى المصحف ، أو أقرأ حفظاً ؟.
الحمد لله
أما في الصلاة ؛ فالأفضل أن يقرأ من حفظه . وأما خارج الصلاة ؛ فالأفضل
في هذا أن يفعل الإنسان ما يزداد به خشوعه ، فإن كان يزيد خشوعه بالقراءة
من حفظه ، فهو أفضل ، وإن كان يزيد خشوعه بالقراءة من المصحف فهو أفضل ،
فإن استوى خشوعه في الحالين فالقراءة من المصحف أفضل ، لأنه يجمع بين
القراءة والنظر ، ويحفظ بصره من الالتفات إلى ما يشغله عن القراءة والتدبر .
قال النووي في : " الأذكار" :
قراءة القرآن من المصحف أفضل
من القراءة من حفظه ، هكذا قال أصحابنا ، وهو مشهور عن السلف رضي الله عنهم
، وهذا ليس على إطلاقه ، بل إن كان القارئ من حفظه يحصل له من التدبر
والتفكر وجمع القلب والبصر أكثر مما يحصل من المصحف فالقراءة من الحفظ أفضل
وإن استويا فمن المصحف أفضل ، وهذا مراد السلف اهـ .
وقد رويت عن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث ضعيفة لا يصح الاستدلال بها في فضل
النظر في المصحف . نذكرها للتنبيه على ضعفها ، منها :
حديث : (النظر في المصحف
عبادة ، ونظر الولد إلى الوالدين عبادة ، والنظر إلى علي بن أبي طالب
عبادة) . وهو حديث موضوع ، كما قال الألباني في السلسلة الضعيفة .
وحديث : ( أعطوا أعينكم حظها
من العبادة : النظر في المصحف ، والتفكر فيه ، والاعتبار عند عجائبه ) وهو
موضوع كذلك [سلسلة الأحاديث الضعيفة ].
وحيث : ( خمس من العبادة :
قلة الطعام ، والقعود في المساجد ، والنظر إلى الكعبة ، والنظر في المصحف ،
والنظر إلى وجه العالم ) . وهو حديث ضعيف جدا
والله أعلم .