[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
على أيام صيام من السنة الماضية بسبب المرض والآن
أحاول قضائها ولكن لازلت مريضا والصيام يزيد من تعبى فهل من الممكن تكملة
الصيام بعد رمضان أن شاء الله ولا لازم قبل رمضان؟
يجيب على هذه
الفتوى الدكتور عبدالله سمك: اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الْمَرَضَ
مِنْ مُبِيحَاتِ الإْفْطَارِ فِي الْجُمْلَةِ، وَالأْصْل فِيهِ قَوْلُهُ
تَعَالَى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ
مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} أى فمن كان منكم مريضا أو على سفر فأفطر فعليه
القضاء فى أيام أخر بعد زوال المرض والسفر، وإنما أبيح الفطر للمرض دفعا
للحرج والمشقة وقد بنى التشريع الإسلامى على التيسير والتخفيف.
قال
تعالى: {اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، {وَمَا
جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} {يُرِيدُ اللَّهُ أَن
يُخَفِّفَ عَنكُمْ} {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ
حَرَجٍ} وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة.
ولما
كانت مشروعية الفطر للمريض لرفع الحرج والعسر عنه وكان تحقق الحرج منوطا
بزيادة المرض أو أبطاء البرء أو لخوف ضرر بالنفس بسبب الصوم كان الترخيص فى
الإفطار خاصا بالمريض الذى يضره الصوم ويعسر عليه أداؤه .
ومن مراجعة أقوال الفقهاء نخلص إلى :
(أولا) أن المرض اليسير الذى لا يضر معه الصوم كوجع فى أصبع أو أدنى صداع أو سوء مزاج خفيف لا يبيح الفطر عند الجمهور.
(ثانيا)
أن مجرد توهم زيادة المرض وإبطاء البرء أو فساد عضو بدون غلبة الظن
المبنية على ما ذكر من القرائن لا يبيح الفطر فان أفطر لمرض يسير أو لمجرد
الوهم وجب عليه القضاء والكفارة .
(ثالثا) أن هذه الرخصة ثابتة لكل
مريض مرضا شديدا يعسر معه الصوم أو يضره فيزيد بالصوم أو يتطاول برؤه أيا
كان نوع المرض فيندرج فى ذلك أمراض السل والقرحة المعوية والقرحة الأثنى
عشرية والحميات القلب والكبد والمرارة وسائر الأمراض الشاقة التى يعسر معها
الصوم ويفضى الى تفاقمها أو تأخر برئها أو فساد عضو فى البنية .
(رابعا)
أن الواجب على المريض مرضا يرجى زواله كما هى حالة السائل قضاء ما افطره
بعد زوال العذر لقوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى
سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ولا تجب عليه الفدية لأن شرط
خلفية الفدية عن الصوم العجز المستمر عنه والأمر هنا ليس كذلك.